الوقت- حول تشكيل الحكومة في لبنان وطرح موضوع توسيعها لتصبح ثلاثينية والمعوّقات التي تقف أمام هذا الإستحقاق وما يتداول حوله في هذا الشأن كان لنا حوار مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن حب الله.
الوقت: بات واضحاً أن تشكيل الحكومة في لبنان قبل عيد الإستقلال مستحيلاً فهل التأخير في تشكيل الحكومات بات عرفاً لبنانياً، ومن كان المعرقل أمام إتمام هذا الإستحقاق بسرعة؟
حب الله: "المشكلة الأساسية في لبنان أن الدستور لم يلحظ وقتاً محدداً لتشكيل الحكومة لذلك ممكن أن نرى الحكومات تأخذ وقتاً طويلاً دون أن يكون بمقدور رئيس الجمهورية أو الرئيس المكلف أن يؤلف الحكومة بوقت محدد أو أن يلزم الأطراف بشروط ووقت محدد، وبالتالي الوقت مفتوح أمام من يشكل الحكومات.
وتابع قائلاً: "وفيما يخص هذه الحكومة فإن التوافق ونقاط التلاقي فيها وحولها أكثر من نقاط الخلاف التي تنحصر ببعض القوى التي تريد أن تأخذ حصص أكبر من حجمها وتعتبر نفسها شريكة بهذا العهد أكثر من غيرها وهذا يشكل المشكلة الأساسية، فمثلاً كتلة القوات التي تمثل جزء بسيط من المجتمع اللبناني وبكتلة من 8 نواب تريد 4 وزراء في الحكومة وهذا أكبر من حجمهم الطبيعي، ومثل هذه المطالبات تعرقل تشكيل الحكومة."
الوقت: هل باتت الحكومة الثلاثينية أمر واقع خصوصاً مع دعم حزب الله لهذا المقترح وبعد تعثر حكومة الـ24 وزيراً؟ وهل تجدون أن هذا المقترح سيسهل تشكيل الحكومة؟
حب الله: "إذا ما توقف الحل على حكومة الـ 30 وزيراً بدل الـ24 فهذا بالنسبة لنا أمر لا ينبغي الوقوف عنده إذا ما كان الحل بهذه الطريقة، إلا أننا نعتقد أن حكومة الـ24 هي الأنسب فحجم لبنان وحاجاته لا تستدعي أكثر من هذه الوزارات الـ24 وبالتالي الوزارء الستة الذين سيأتون في حكومة الـ30 سيكونون وزراء بدون حقائب. على أي حال إذا لم يكن بالمقدور أن تتم عملية التشكيل إلا بحكومة ثلاثنية وكان الحل في هذا الطرح فنحن لن نقف عند هذا الأمر إلا أنه يمكن أن تتشكل عقد جديدة ومطالب جديدة لاحقاً مع هكذا طرح."
الوقت: ألا ترون اليوم بأن البعض يعمل على تهميش الوزير فرنجية مع العلم أن الأخير كان يستطيع الوصول إلى الرئاسة وأخذ حصة وزارية وازنة إذا ما نزل إلى مجلس النواب الشهيرة ولكنه أبى أن يفعل ذلك وفاءاً لحزب الله وبالتالي لعون؟
حب الله: "فريقنا السياسي مُصر وملتزم ويؤكد ويعتبر أن توزير فرنجية أمر واجب وبالتالي ينبغي أن تشكل حكومة بحضوره أو من يختار ليمثله فيها ويجب لكتلته النيابية أن تمثل ويكون هو راضٍ على إعتبار أن هذا جزء من التعاون بيننا كفريق وكوفاءاً له وللخطوة التي قام بها كما ذكرتم وإلتزامه عدم النزول للمجلس النيابي لإنتخابه رئيساً، لذا يجب على الجميع أن يعطونه دوره الطبيعي في الحكومة القادمة. وأخلاقياً كان على الجميع وبالخصوص العونيين أن يوفوه هذا الحق ويقدمون على مبادرة إتجاهه، فأولاً هو جزء من فريقنا السياسي ومن جهة أخرى هو كان قادر أن يخرج عن التفاهمات ويحضر جلسة انتخابه رئيساً ولكنه لم يفعل ذلك وهذين الأمرين يجب أن يأخذوا بعين الإعتبار."
الوقت: هل برأيكم الكتائب اللبنانية تهمش أيضاً في تشكيل الحكومة؟ وهل الحجم الذي يُعطى للقوات يأخذ من حصة الآخرين وهو أكبر من حجمهم الواقعي؟
حب الله: "طبعاً القوى يجب أن تمثل بأحجامها الحقيقية وبالتالي إن إعطاء أي فريق مقاعد حكومية أكبر من حجمه سيؤدي إلى نقص في حصص بعض الفرق الأخرى، لذا يبدوا أن إقلاع هذا العهد الجديد لم يكن موفقاً حتى الآن خاصة وأنه يرفع مبادئ العدالة والميثاقية والتمثيل الحقيقي، ونحن كفريق وحتى رئيس الجمهورية نسعى لتمثيل حقيقي للشعب اللبناني وإذا ما بدأنا بالأمر في أول حكومات العهد هكذا فإن المصداقية ستكون على المحك، ومن يتهرب بالقول بأن هذه الحكومة غير محسوبة وليست أولى حكومات العهد نقول له صحيح أنها حكومة إنتقالية أو حكومة إنتخابات وقانون إنتخابي وهما أمريان مهمان ومصيريان ولا يستهان بهذه الحكومة إذ أنها ستحدد تمثيل اللبنانيين في الإنتخابات المقبلة، وماذا يمكن أن تفعل الحكومات شيء أهم من هذا، وهذه الحكومة تعكس التوجه الذي يريده الأطراف اللبنانيين لهذا العهد الجديد الذي بدأ فعلاً إلا إذا لم يصدقوا بعد بأننا انتخبانا رئيساً للجمهورية حتى الآن."
الوقت: فيما يخص الدروز في لبنان رأينا بالأمس ما حصل وسمعنا ما قاله الوزير وئام وهاب حول حصة الدروز الوزارية وكأنه يشعر بالغبن في هذه المسألة، ما رأيكم؟
حب الله: "للأسف نظامنا في لبنان طائفي وهذه المسألة يجب حلّها في طائفتهم، وعلى أي حال الوزير جنبلاط يمثل بحصته المعروفة لذا يجب أن يمثل الطرف الآخر من الدروز أي إرسلان وفيصل الداوود والوزير وهاب بحصة وزارية تخصهم أيضاً ولهم كل الحق في ذلك وفيما يحتجون عليه."
